عندما أقرأ عن النشاطات غير المحدودة للمراكز البحثية الغربية وبالأخص الأمريكية منها في تقديم الدراسات المتتالية عن واقعنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي الديني ومتابعتها المستمرة للتطورات والمستجدات الفكرية والعملية في مجتمعاتنا وما يطرأ عليها من تغييرات و إخضاعها للدراسة والتحليل من أجل الوصول إلى تصوير واضح ودقيق للواقع الفعلي لها ، مما يمكنهم بعد ذلك من وضع الخطط المناسبة والاستراتيجيات الدقيقة للعمل نحو تحقيق أهدافهم ومصالحهم في المنطقة ، أتساءل أين نحن من ذلك ؟ ولماذا لا يكون لنا مثل ذلك ؟
إن المتابع للأطروحات الفكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية الغربية وعلى الأخص الأمريكية فيما يتعلق بعالمنا العربي والإسلامي يجد أنها مبنية على واقع حقيقي لمجتمعاتنا العربية والإسلامية بما يتناسب مع أحوالها وأوضاعها وتوجهاتها الخاصة والتي تختلف من بلد إلى آخر ، مما يؤكد لنا جدية القوم فيما يقومون به من ممارسات وحرصهم على نجاحها ، وما يقدمون لنا من أطروحات فكرية وثقافية وتحركات عملية في ميادين الاقتصاد ، والسياسة، والمجتمع ، حتى غدت معلوماتنا عن أنفسنا وبيانات مجتمعاتنا وأحوالها تستمد منهم ، وبالتالي أصبحت تلك المراكز هي التي توضح لنا مشكلاتنا وإشكالياتنا و تحدد لنا أولوياتنا ، وترسم لنا مستقبلنا وملامح الطريق الذي يجب علينا أن نسير فيه وفق خطوات معينة نؤديها بناء على الدور الذي أريد لنا أن نقوم به . أدركنا ذلك أو لم ندركه ، قبلنا به أو رفضناه ، تبنيناه أو حاربناه .
ألسنا نخضع الآن لعملية ( إعـادة الترتيب ) وفـق الاستراتيجيـة الأمريكيـة ونظرية ( الدومينو الديموقراطي ) من أجل القضاء على الإرهاب الذي يحمله الإسلام الشرير ممثلاً في الأصولية الوهابية المنطلقة من السعودية ، والتي تقف حائلاً دون ضمان أمن إسرائيل وتحقيق " الوعد الإلهي باستقرار الشعب اليهودي في أرضه " ؟ واكتساح المنظمات التنصيرية المتشددة لخارطة الأمة ؟!
ألسنا نرى الإسلام يحاصر على أرضه ، ويحارب في قلوب وعقول معتنقيه : المناهج التعليمية تغير ، السياسات الداخلية والخارجية تغير ، الاقتصاد يغير ، المرأة تستخدم أداة فعالة للتغيير والتخريب ، الشباب يفسد ، و... و... كثير وكثير يحقق ويطبق لتغيير العقلية العربية والإسلامية تمهيداً لتغيير الواقع لإيجاد إسلام بلا مسلمين ، ومسلمين بلا إسلام.
خبر .. وخبر .. ولا تعليق
ـ ( بيت الحرية Freedom House )
برنامج تتولى رعايته الحكومة الأمريكية للقيام بدراسات عن أوضاع المرأة العربية وحاجاتها ودعم الجهود التي تقوم بها الناشطات المطالبات بحرية المرأة ، والتغيير السياسي ، والاجتماعي والتعليمي والاقتصادي وغيرها ، والقضاء على التمييز ضد المرأة ، والمساواة الجنسية وما إلى ذلك ، وقد امتد نشاطه من الخليج إلى المحيط ماراً بالدول العربية جميعها .
مجلـة Hi
تحت إشراف وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت شركة خاصة اتخذت من واشنطن مقراً لها مجلة باللغة العربيـة أطلقت عليها (Hi ) موجهـة إلى الشباب العربي ـ بنين وبنات ـ في المرحلـة العمرية ( 18 – 35 ) عاماً ، تهدف إلى أن تكون نافذة للثقافة الأمريكية في مجالات مختلفة تسعى من خلالها إلى تعزيز وفهم القيم الأمريكية لدى الشباب العربي من خلال توفير معلومات عن الثقافة الأمريكية ليست متاحة في الشرق الأوسط كما صرحت بذلك ( جين أوتبرج) رئيسة الشركة التي أعربت عن أملها في أن تكون المجلـة مجالاً لحوار وتفاهم أكبر بين القراء العرب والشباب الأمريكي !!
والهدف من إصدار هذه المجلة تغيير صورة الولايات المتحدة بين الشباب العربي ومواجهة الإعلام المضلل والدعاية التي تؤجج المشاعر المعادية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط كما قال النائب هنري هايد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي!!
وتعد هذه المجلة جزء من مشروع قد حصل على موافقة مجلس النواب الأمريكي بتوفير دعم ضخم له من أجل إنشاء شبكة إعلامية تضم إذاعة وقناة تلفزيونية باللغة العربية لمواجهة تنامي المشاعر المعادية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط في أعقاب حربي أفغانستان والعراق ؟!!
آخر الكلام ..
هذا بعض ما يفعلون ، فماذا نحن فاعلون ؟؟
بل أيننا من ذلك كله ؟!