..حقوق الإرهاب محفوظة..
د. سارة بنت عبدالمحسن
زوار : 1421  -   7/2/2007
 
 

بين الإرهاب وحقوق الإنسان علاقة وطيدة ، وفق المفهوم العالمي للحضارة المعاصرة . وتأخذ هذه العلاقة أبعادها التطبيقية ومشروعيتها ممن يمارسها . فهي حق مشروع، وتطبيق عادل إن مارستها أمريكا ، أو الدولة اليهودية الصهيونية على أرض فلسطين المحتلة، مهما كانت الآثار التدميرية والبطش الفاتك الذي تقوم به . في حين يتحول حق الدفاع عن النفس ، أو التعبير عن القهر جريمة بشعة وتطرفاً مرفوضاً إن صدر عن ضعيف مهزوم أو مستضعف مقهور . إنها معايير الحضارة المعاصرة ، التي تقف خلف القوي ليزداد قوة وبطشاً ، وتقف في وجه الضعيف ليزداد ضعفاً وقهراً ..
ولنتأمل موقف كل من أمريكا ، واليهود من تحقيق هذا المفهوم المختل ، الذي خلط بين إرهاب الدولة بقوتها وجبروتها وتسلطها ، والمقاومة المشروعة للإحتلال ، أو الممارسات المتطرفة لبعض الأفراد .
 ولنبدأ بأمريكا وحربها لأفغانستان ، فقد بدأتها بدعوى القضاء على الإرهاب ، لكنها تعدت ذلك بمراحل فكان القضاء على الإنسان ومقدراته المادية والمعنوية والنفسية ، بل وتجاوزت الأمر إلى حد تجاهل كل المواثيق الدولية ، والاتفاقات العالمية بشأن ضوابط الحروب و معاملة الأسرى ، وحقوق الأسرى ، وحقوق الإنسان بشكل عام ، فكانت مذبحة الأسرى في قلعة (جهانجي) القريبة من مزار الشريف والتي راح ضحيتها مئات من الأسرى الذين قضوا تحت وابل قصف الطائرات الأمريكية التي استمرت ثلاثة أيام ، والتي أعادت للأذهان مذابح القوات الأمريكية في فيتنام . حتى إن تقرير وكالة الأنباء الفرنسية وصفت المذبحة بأنها ( أشبه بتخيلات نهاية العالم ) ، وفوق ذلك كله . وبمنتهى البرود وعدم المبالاة. ترفض الولايات المتحدة كل الدعوات التي تطالب بها المنظمات الدولية ، والأمم المتحدة لإجراء تحقيق في الموضوع مبررة ذلك بأنه ليس من الضروري إجراء تحقيق فيما جرى ، حيث ليست هنالك أدلة تشير إلى أن قوات التحالف قد قتلت الأسرى العزل ، أو أنها أعدمت الأسرى بالجملة ..!!
ويبقى السؤال أليست جثث مئات القتلى ، وقصف الطائرات الأمريكية للقلعة لثلاثة أيام متوالية دليلاً ولو كان واهياً ..؟
سؤال ترتبط الإجابة عنه بمفهوم حقوق الإنسان والإرهاب الأمريكي .


أما اليهود .. فيكفينا ما يفعلونه في الشعب الفلسطيني ، وما يمارسونه معهم من قصف وتدمير وقتل جماعي وبأحدث الأسلحة الأمريكية بحجة أن السلطة الفلسطينية منظمة ترعى الإرهاب وتحميه وتدعمه مالياً ، فهاهو شارون يصرح مؤكداً وقوف أمريكا إلى جانبــه حيث قال : ( عدت من الولايات المتحدة ، ويمكنني أن أؤكد لكم بعد لقائي بالرئيس بوش أن الولايات المتحدة شريك حقيقي وصديق لإسرائيل في الحرب كما في السلم ) .
 وهكذا يتقاسم الصديقان والشريكان استباحة دماء المسلمين ، والعمل على تصفيتهم بحجة محاربة الإرهاب ، والقضاء على منابعه .
 وما يمارسه الصديقان في فلسطين وأفغانستان يطبقانه بشكل جديد ومختلف على المملكة العربية السعودية التي يتهمانها بأنها مهد الإرهاب ، وأرض التطرف ، وداعمه الحقيقي ، ومن ثم فلا بد من تضييق الحصار عليها إعلامياً ونفسياً ، والعمل على إثارة الفتنة بين صفوف أبنائها داخلياً ، فتشغل بنفسها وتكف عن الإهتمام بشؤون المسلمين والدفاع عن قضاياهم والتصدي لنشر الإسلام ودعمه ..
 ولكن الله عز وجل يقول ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .    


آخر الكلام ..
ما تبلغ الأعداء من جاهل
      ما يبلغ الجاهل من نفسه
فهلا وعينا ؟!!  

 

 

 

الإسم  
الدولة  
البريد الإلكتروني   
تقييم الموضوع  
التعليق  
رمز التفعيل


 
 
 

د. سارة بنت عبدالمحسن بن جلوي