دعوة للتسامح الإسلامي مع الشذوذ
د. سارة بنت عبدالمحسن
زوار : 1521  -   7/2/2007
 
 

في يوم محدد من شهر يونيو من كل عام تقام مهرجانات في جميع عواصم الدول الغربية ومدنها الكبرى يحتفل بها الشواذ ( مثليي الجنس ) للتعبير عن أنفسهم والمطالبة بمزيد من حقوقهم وذلك من خلال مسيرات ضخمة تضم مئات الآلاف منهم تقام أثناءها الرقصات ، وتحمل اللافتات ويسير هؤلاء الشواذ رجالاً ونساء شبه عراه ، ويقومون بحركات فاضحة للتأكيد على حقهم بالحرية في العيش ضمن الإطار الذي اختاروه لحياتهم .
وقد كان الأصل في مثل هذه المهرجانات إقناع الكنيسة الكاثوليكية بضرورة تغيير موقفها الرافض والمحرم لمثل هذه العلاقات الشاذة ، التي استطاعت أن تثبت وجودها من خلال قرارات السلطات التشريعية في عدد من الدول الغربية وبتأييد من المنظمات الدولية بالموافقة على زواج مثليي الجنس ، وقد كان لليهود كعادتهم السبق في دعم مثل هذه التوجهات الشاذة في خطوة لم تسبق عندما صوت الحاخامات المنتمون لأكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بزواج الشواذ جنسياً ( مثليي الجنس ) وذلك في المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين التابع لحركة الإصلاح اليهوديـة حيث صرح رئيس المؤتمر ( تشارلز كرولوف) : " إن من حق الشواذ الاعتراف بزواجهم واحترامهم " ، ومنذ عام 1990م والحركة توافق على تعيين حاخامات شواذ جنسياً ، اعتماداً على مبدأ ( إن جميع اليهود متساوون في التدين بغض النظر عن توجهاتهم الجنسية ) .
وفي ظل دعم هيئة الأمم المتحدة من خلال طروحات منظمة اليونسكو ومنظمة حقوق الإنسان وغيرها لمثل هذه التوجهات الشاذة التي تسعى إلى اقرارها عبر مؤتمراتها المتتالية وتبنيها لها تحت مظلة حقوق الإنسان ، والحرية والمساواة والعدالة وغيرها .
إلى هنا وقد يكون الأمر طبيعياً في ظل التوجهات العالمية والعولمية والإعلامية ، ولكن المفاجأة التي حدثت هذا العام جاءت من مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في تقريـر بثته محطة  BBC الأخبارية يوم 25/6/2001م حول قيام مجموعة مـن الشباب المسلم مـن
الجنسين ( ذكور وإناث ) بالإعلان عن نفسها في مهرجان الشواذ وبانضمامها العلني إلى ركب الشاذين ، ومطالبتها بضرورة إظهار التسامح الديني معها بدعوى أن الإسلام دين التسامح وأن هذه الجماعة قد أنشئت بهدف نصرة ( المثليين المسلمين ) ، والمطالبــة بإنشاء ( حركة مثلية إسلامية عالمية ) ومساعدة إخوانهم وأخواتهم الصامتين في سبيـل التعبير عن أنفسهـم وتخفيف القيـود التي يعاني منها هؤلاء ( المعذبون !!؟ ) بسبب اختيارهم الجنسي ، ذلك أنهم يعانون من عدم تقبل المجتمع لهم ، ومعارضة الأهل والأصدقاء حيث يوضعون أمام خيار التخلي عن أسرتهم أو التخلي عن طبيعة نشاطهم الشاذ .
والحقيقة أنه وعلى الرغم من خطورة هذه الخطوة وجرأتها عـــلى الثوابت الدينية ( العقدية والتشريعية ) إلا أننا لم نجد أي صدى رسمي ولا ديني لرفض هذه الظاهرة والتصدي لها ، والوقوف في وجهها وقوفاً حاسماً وصارماً من أجل حماية شبابنا ( فتياناً وفتيات ) من الانسياق وراء هذه الدعوات التي تذكيها وتنميها وتدعو لها الهيئات الدولية ، والمؤسسات الإعلامية ، وتروج لها بوسائلها المختلفة ( مقروءة ، ومرئية ، ومسموعة ) .
لقد كان الموقف في العالم الإسلامي من هذه الظاهرة المتنامية ضعيفاً ، بل وغائباً إذا ما قورن بموقف الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية المتشدد حياله .
لقد بدأت الخطوة بظهور الجماعة علناً ، وغداً بالإعلان عن الحركة العالمية ، وبعد ذلك سوف نجد أنفسنا أمام الأمر الواقع للقبول بأمر حرمه ديننا، وأهلك الله بسببه قوم نبيه لوط عليه السلام ، فأين علماء المسلمين وحكماءهم ، ومسؤوليهم ، ومثقفيهم ، مما يحاك بشبابنا ، فالأمر جد خطير والقضية تحتاج إلى تحرك سريع وحاسم فمن له ؟؟؟
أم تراها قضية أخرى تضاف إلى ملف القضايا الإسلامية المؤجلة إلى ما شاء الله ؟؟.
  


آخر الكلام ..
 كم من حرام أحل ، وتشريع ضيع ، ومعتقد ميع ، وحد أسقط ، وعدو هودن باسمك أيها التسامح .

 

 

 

الإسم  
الدولة  
البريد الإلكتروني   
تقييم الموضوع  
التعليق  
رمز التفعيل


 
 
 

د. مسفر بن علي القحطاني