شعب بلا أرض..يريد أرضاً بلا شعب
د. سارة بنت عبدالمحسن
زوار : 1273  -   7/2/2007
 
 

ماذا يمكن أن يقال ..؟ وأي عبارات تستطيع استيعاب ما يجـري على أرض فلسطين.. ؟ لأول مرة في حياتي أجدني عاجزة عن الكتابة  ، ربما لأن الصور الحية التي تبثها شاشات التلفزة ، أبلغ من كل مفردات اللغة على التعبير .
ها نحن أولاء وبعد ثمان سنوات عجاف من مفاوضات السلام ـ وقد كتبت عن سرابها كثيراً ـ نرى اتفاقية السلام تكتب على أرض فلسطين بدماء الفلسطينيين وأرواحهم ، موقعة بصواريخ اليهود ومدفعيتهم ورصاص قناصتهم . حقاً لقد بلغت من عنجهية اليهود وغرورهم وغطرستهم حداً جعلهم يتلذذون بإبادة الجماهير العزل ، والاجتهاد في محو هويتهم، وهدم المقدسات أمام عيون العالم كله وسمعه ، وفي الوقت ذاته التباكي والشكوى من عنف الفلسطينيين ودمويتهم .
المظاهرات السلمية عنف ، والرمي بالحجارة إرهاب ، أما القصف بالصواريخ  والدبابات ، والقنابل ، وقنص الشباب والأطفال بالرصاص المحرم دولياً ، وتسليح المستوطنين وإعطاؤهم الضوء الأخضر لإكمال عمليات القتل والإبادة للفلسطينيين العزل فحق شرعي للدفاع عن النفس !!! والعالم كله بمجلس أمنه يساوي بين حجر بيد طفل ، وجيش يتحصن خلف أحدث وأخطر الأسلحة .
       عالم لا يجرؤ على تسمية المعتدي ، أو يدين عنفه ، لكنه يبني الفعل بماضيه وحاضره ومستقبله للمجهول ، والفاعل ضمير مستتر لا ضمير له .
 أما الرئيس الأمريكي ، ووزيرة خارجيته فقد تحولا إلى ناطق رسمي باسم اليهود .. يطالب الشعب الفلسطيني الذي يقصف جواً وأرضاً وبحراً ، بضبط النفس ووقف العنف والكف عن الدموية والإرهاب !!؟  يبرئ القاتل ويتهم المقتول ، يدين الضحية ويقف إلى جانب الجلاد .
 لقد فضحت أحداث انتفاضة القدس وهم أكذوبة السلام وكشفت عن الوجه الحقيقي لمشروع السلام .. أنه السلام وفق المفهوم اليهودي الذي يقوم على تحالف أمريكي يهودي أوروبي لانتزاع القدس ، وإخلاء أرض فلسطين من شعبها لتحقيق مطلب اليهود الذي يتلخص في عبارة : نحن شعب بلا أرض ، ونريد أرضاً بلا شعب ..  وتأكيد نتنياهو : صراعنا مع العرب صراع وجود ، لا صراع حدود .

على هامش الأحداث ..
- في الوقت الذي تتعالى فيه مطالب بعض المسؤولين الكنسيين في الفاتيكان بإغلاق 130 مسجداً في إيطاليا وعدم إنشاء أي مساجد جديدة ، ويزداد التضييق على الجاليات المسلمة في أوروبا وحرمانها من الوصول إلى التمثيل السياسي في البرلمانات والمجالس النيابية على الرغم من ضخامة أعداد الجاليات الإسلامية فيها ، وتشتد وحشية الكيان الصهيوني ضراوة في إبادة الشعب الفلسطيني ، والاجتهاد في محو الهوية الإسلامية عن القدس وهدم المسجد الأقصى ، ومحاربة الإسلام بكل ما يملكونه من قوة ، ودهاء ، وخبث .
    في هذا الوقت ذاته نجد أن بعض دول الجوار ( العربية المسلمة ) تفاخر بأن تضم إلى مجلس شوراها يهودياً ونصرانية مع أن أتباع هاتين الديانتين لا يشكلان رقماً حقيقياً في تعداد سكانها. 
 فماذا يمكن أن يقدما لهذا البلد من مشورة ؟!                                               
 لكنه ذل التبعية والصغار ..؟ فأي هوان وصلنا إليه ؟؟
-  وآخرون يهرولون راكضين في اتجاه التطبيع وإقامة العلاقات التجارية ، وفتح المكاتب السياسية والتجارية اليهودية في دولهم دون أن يكون لهم في المسألة ناقة ولا جمل ، لكنها حمى التطبيع وإرضاء القيادة الأمريكية .
-  وغيرهم يمنع الحديث عن ثوره القدس في خطب الجمعة ، ويحظر الدعاء للشهداء والمقاتلين ، ويصدر بذلك توجيهاً من قبل وزارة الشؤون الدينية فيها .. !!!
-  ومن ناحية أخرى .. وزعت الدولة اليهودية 50 ألف نسخة محرفة من القرآن الكريم في كل من أمريكا وأوروبا ، وقد قام بإعداد هذه النسخ المحرفة منظمات يهودية داخل دولة الكيان الصهيوني ، وبإشراف عدد من الحاخامات المتعصبين من اليهود ..
   لا يكفي اليهود أن يستولوا على الأرض ، ويقتلوا الشعب ولكن لابد من تحريف القرآن ، لأنه مصدر القوة .
-  منظمات حقوق الإنسان ، ورعاية الطفولة ، وأنصار السلام وغيرها من المنظمات النشطة دولياً أصيبت بالعمى والصمم والخرس فلم تحرك ساكناً ، ربما لأن القضية إسلامية عربية ولأن المسلمين لا إنسانية لهم وليس من حق أطفالهم الحياة ؟!!

آخر الكلام .. 

 إلى متى ونحن نتهم الحكومات ، وننتقد الحكام ، ونحملهم وحدهم المسؤولية ، ونخلي أنفسنا من تحملها ؟!
      لقد آن الأوان ليكون لنا دورنا الفعال في تحمل المسؤولية والمشاركة فيها بوسائل متعددة وفق القدرة والإمكان ، ولعل من أضعف الإيمان أن نقوم جميعاً بمقاطعة البضائع والسلع والوجبات الأمريكية والبريطانية لنشكل جميعاً وسيلة ضغط اقتصادية . فهلا فعلناهــا .. وأثبتنا صدق انتمائنا لديننا . واستحقاقنا لأن نكون مسلمين .

 

 

 

الإسم  
الدولة  
البريد الإلكتروني   
تقييم الموضوع  
التعليق  
رمز التفعيل


 
 
 

د. مسفر بن علي القحطاني