مع تزايد الدعوات إلى التضامن والوئام ، واحترام حقوق الإنسان ، وتحقيق المساواة والحرية والعدالة الإنسانية ، والسعي إلى عمل جماعي ينشر السلام على الأرض ، ويغمر العالم بالأمن والأمان والسعادة ، نشطت المؤتمرات الداعية إلى السلام ، والتقارب بين الأديان، وفتح أبواب الحوارات ، وتدوين المعاهدات المنادية بضرورة نبذ العنف ، والتعصب الديني ، والحد من نشاطات المنظمات الدعوية ، والجمعيات والهيئات الخيرية ، التي عملت على إذكاء روح التعصب الديني ، وحولت العالم إلى ساحات حروب لا تنتهي .
ومن أجل نشر السلام بين شعوب الأرض ، ووقف نزيف الدم ، والأرواح ، والمال عقدت هيئة الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك مؤتمراً دينياً ـ غامض الأهداف والنوايا ـ تحت شعار ( سلام الألفية ) في 28-31 أغسطس 2000م دعت إليه أكثر من 1000 من قيادات العالم الدينية من المسلمين ، واليهود ، والنصارى والبوذيين ، والهندوس ، والسيخ ، والطاوية وغيرهم من أصحاب الديانات المختلفة ـ كنت ممن وجهت إليهم الدعوة إلا أن ظروفي حالت دون مشاركتي ـ من أجل التوقيع على معاهدة تنص على : مناصرة السلام العالمي ، وأن الأديان سواء ، والمساواة بين الرجال والنساء ، ونبذ الصراعات الدينية ، ووقف الحمـلات الدعويـة ، وإدانة كل عنف يرتكب باسـم الدين ، وذلك ضمــن وثيقـة ( الالتزام بالسلام العالمي ) .
هدف نبيل ، يستحق تلك الجهود المبذولة من قبل هيئة الأمم المتحدة والتي تجتهد في تحقيق الغاية العظمى في أن يمتد ظلال الصليب ليغمر شعوب الأرض بالرحمة الزائفة ، والعدالة الكاذبة ، والمساواة المضللة ، والأمن المغشوش ، فخلف تلك المؤتمرات .. و الدعوات .. و الحوارات يكمن نشاط حركات التنصير ، وتقوى خطوات التحرك الكنسي ، وتمتد رقعة خططه المدروسة بعناية ، بعيدة المدى ، مرحلية التنفيذ ، وليسكر الأغبياء بنشوة أكذوبة السلام ..
النصرانية .. أو الدعارة .. خيارات كلاهما قاتل ..
وفق هذه القاعدة تنطلق أعمال التنصير في الدول الأفريقية التي تعاني من الحروب ، والفقر ، والجوع ، والجفاف ، والجهل ، والعري حيث يمكن أن يدفع الإنسان حياته كلها ثمناً للقمة عيش ، أو شربة ماء ..
ولأن التعليم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق حياة كريمة بعض الشيء ، فإن الإرساليات التنصيرية سيطرت على التعليم بمراحله المختلفة ، وجعلت الطريق إليه يمر عبر اعتناق النصرانية ، ومن ثم فإنه يستحيل على الفتاة المسلمة أن تلتحق بالمدارس وتسلك طريق التعليم النظامي إلا إن خلعت حجابها وانسلخت من دينها ، ودخلت في النصرانية ، أما إن أصرت على التمسك بإسلامها فليس أمامها لكي تعيش وتعول أسرتها سوى أن تتاجر بجسدها وتمتهن الدعارة ..
بعض الفتيات ترى أن النصرانية أهون من المتاجرة بالجسد ، ولكن بعضهن الآخر يرى أن الدعارة أرحم من الردة عن الدين ـ خياران كلاهما قاتل ـ .
بصوت تخنقه العبرات ، وعيون تفيض بالدمع حدثتني بهذه الحقائق مجموعة من أخواتنا المسلمات الأفريقيات ، فتيات صغيرات يبدأن الحياة بخيارين كلاهما مر .. جلسن يحدثنني ، ويشتكين لي وكل عضو فيهن يصرخ .. أين أنتم يا إخواننا العرب .. ؟ لماذا تتركونا نخسر ديننا ودنيانا .. وكل شيء ؟!
حديث طويل مؤلم ممتلئ بالمرارة والشجن والأسى .. أيده تقرير رسمي يصدق كل كلمة تفوهت بها تلك الشابات .. وما زال صدى صوت إحداهن يتردد في مسمعي وهي تقول : أين أنتم عنا .؟ لماذا تتركونا لقمة سهلة للمنصرين ؟ لماذا تهتمون ببناء المساجد ، وتنسون إنقاذ الإنسان الذي يعمر تلك المساجد ؟! نريد مدارس ، نريد تعليماً لا يجبرنا على أن نتخلى عن ديننا .. إلى متى وأنتم غافلون أو متغافلون عن مأساتنا ؟!
أنتم مسؤولون عنا أمام الله .. نريد مدارس ، نريد تعليماً ، نريد أن نحيا مسلمين . وغابت الفتاة ولكن بقي صدى كلماتها يحفر الجراح في أعماقي .
التبني طريق التنصير والتهويد ...
ذكر تقرير صدر عن منظمة اليونسيف أنه في عام 1999م تم تبني 23 ألف طفل فقير من أفريقيا ، وآسيا ، وأمريكا الجنوبية من قبل عائلات مقتدرة مالياً في كل من : الولايات المتحدة الأمريكية ، وكندا ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وألمانيا ، واستراليا ، والسويد . ويتم التبني عن طريق مؤسسات دينية تقوم بالترويج لعمليات التبني وذلك من خلال جمع المعلومات عن الأطفال الأيتام والمشردين والتي تقوم بها بعثات من قبل الكنائس الكبرى ، ومعابد اليهود التي تحث أتباعها على تبني أطفال الدول الفقيرة ، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدينية ، والإنسانية ، والتعليمية في الغرب .
وبالإضافة إلى البعد الديني في المسألة هناك بعد تجاري وفق قانون العرض والطلب .. والطفل الأنسب لمن يدفع أكثر .. !!!
حقائق عاجلة ..
1- إن ميزانية المنظمات التنصيرية الموجودة في الدول الإسلامية تفوق بكثير ميزانيات دول كاملة ، وهي تتلقى دعماً سخياً من حكومات الدول الغربية التي تتضمن ميزانياتها بنوداً خاصة لدعم النشاط التنصيري في العالم على الرغم من مناداتها بالعلمانية ، والحيادية ووحدة الأديان !!؟
2- يحق للصليب الأحمر ومجلس الكنائس التدخل في الخصومات والصراعات الداخلية للدول الإسلامية ، ويحرم ذلك على الهلال الأحمر ، والمنظمات الإسلامية !؟
3- هناك تركيز واضح على كوسوفا .. ففي مقابل 480 هيئة وجمعية إغاثة نصرانية ، ويهودية ، يوجد فقط 20 جمعية وهيئة إغاثة إسلامية !؟
4- يوجد إقبال شديد من المستثمرين اليهود على كوسوفا وألبانيا وبخاصة في قطاعي التعليم والإعلام ، والذي يمكن السيطرة عليهما مقابل مبالغ زهيدة ، وبالتعليم والإعلام يمكن السيطرة على العقل والتوجيه ـ سيطر على العقل تملك الإنسان ـ .. !!
5- حرب عملية على الإسلام في إقليم كوسوفا بمنع تعليم المواد والمناهج الإسلامية في المدارس العامة ومنع المحجبات من دخول المدارس .. خطوة في طريق التنصير والتهويد !!؟
آخر الكلام ..
السلام .. السلام .. لتمتد ظلال الصليب على الأرض تحت شعارـ ألفية السلام ، وتوحد الأديان ووحدتها..!!