وتبقى مشكلة المسلمين المعاصرين تتجلى واضحة في عقلية التبعيض ، وجزئية النظرة ، وعدم الربط بين الأحداث والوقائع ، سواء تقاربت أزمانها ، أم تباعدت .
ذلك أننا نتعامل مع كل حدث على حده ، في : مواقفنا ، وفهمنا ، وقراراتنا ، وردود أفعالنا، ولو دققنا النظر ، وتأملنا الأحداث لكان لنا موقـف آخر ، وكما قال أرباب اللغة : ( لو حرف امتناع يدل على امتناع ) .
وإليكم قرائنا الأعزاء مجموعة من الأخبار والأحداث التي وقعت خلال أسبوع واحد فقط بين 28/6 ـ 3/7/2000م ـ فما بالكم بالشهور والسنين ـ ، وأنا على يقين تام بأن معظمنا قرأها ، وتفاعل معها ، ولكنه لم يحاول قط أن يربط بينها، ولو فعل لكان ...( ولو حرف امتناع يدل على امتناع ) .
الخبر الأول .. 28/6/2000م
الإسلام هو الخطر الحقيقي
حذر ( يهشوع ساغيه ) ـ الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية ـ في لقاء أجراه معه راديو المستوطنين ( عرتوس شيفع ) يوم الأربعاء 28/6/2000م.
حذر صناع القرار في الدولة العبرية من مغبة الرهان على اتفاقات سلام مع الدول العربية وتناسي الخطر الحقيقي والاستراتيجي الذي يحيق بدولة إسرائيل .. ألا وهو الإسلام .
مؤكداً أن التيارات الإسلامية تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني .. وعليه فالحل الأمثل هو تحييد الدين الإسلامي في الصراع العربي الإسرائيلي ـ وهو أمر لا يوهم أحد نفسه بإمكانية تحقيقه ـ على حد تعبيره ـ مضيفاً : ( على الحكومة الإسرائيلية الحالية ، وكل الحكومات المقبلة أن تعي أن الخطر الحقيقي الذي يواجه إسرائيل في العقود الأولى من هذا القرن هو إقبال الجماهير العربية على التيارات الدينية في ظل إفلاس التيارات غير الإسلامية والتي تحولت إلى مادة للتندر في العالم العربي ). انتهى.
إذاً .. فالتعلن الحرب على الإسلام ، ولكن بيد المسلمين أنفسهم ، ليكون السلاح أمضى والطعنة في المقتل .
الخبر الثاني .. 1/7/2000م
الكنيسة الأرثوذكسية تدعم الاستيطان اليهودي في القدس .
تقوم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة ، بالتنازل عن مساحات كبيرة من أراضيها وممتلكاتها لإسرائيل ، في فلسطين المحتلة وبالتحديد في مدينة القدس الشريفة أما بالبيع المباشر ، أو التأجير لمدة 99 عاماً . وذلك في ظل المد الصهيوني الشرس لتهويد مدينة القدس ، وطمس معالمها العربية الإسلامية ، وتهربها من تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ـ علماً بأن هذه الأراضي في أساسها هي أوقاف كنسية لأهالي البلاد الأصليين من الأرثوذكس منذ عشرات القرون ، وبالتالي فبيعها أو التصرف بها بهذا الشكل أمر محرم ، وهو باطل من الناحية القانونية.
ولكن ما لم يؤخذ بالقوة ، فليؤخذ بالتواطوء والحيلة .
في ظل سلام بقيعة !؟؟
الخبر الثالث .. 2/7/2000م
يهود الهند يهاجرون إلى أرض الميعاد ..
في ظل التعاون الإسرائيلي الهندي لمحاربة ما يسمى بـ ( الإرهاب الإسلامي ) قرر البلدان إنشاء ( مجموعة عمل ) لهذا الغرض تجمع كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات والمستشارين في البلدين من أجل التعاون الاستخباري والنووي ، والعمل على قيادة العالم في محاربة الإرهاب (الإسلامي ) .
وفي الوقت ذاته يبدأ العمل على تهيئة اليهود الهنود الذين ينتمون إلى يهود الشيلانغ إحدى القبائل اليهودية العشرة الضالة للهجرة إلى أرض الميعاد ، ولكن شريطة التأكد من أصولهم اليهودية ، ذلك أن القانون الإسرائيلي يعطي الحق لكل من يثبت أنه يهودي في الهجرة إلى فلسطين المحتلة (عدد اليهود الهنود 720 ألف يهودي، وأعلن أنه تحقق من هوية 3500 شخص حتى الآن ) .
وهكذا يمكن تفسير نص اتفاقية ( الأرض مقابل السلام ) الأرض لليهود ، والسلام لليهود ، وللعرب واللاجئين سراب بقيعة !!
الخبر الرابع .. 3/7/2000م
حاخامات ( أدمورات ) .. يحرمون تسليم بعض المدن الفلسطينية .
أصدر عدد من كبار حاخامات الدولة العبرية حاخامات ( أدمورات ) وهم أعضاء مجلس كبار علماء التوراة ـ المرجع الأعلى للفتوى والتشريعـات الدينيـة في إسرائيل ـ في يوم الاثنين 3/7/2000م . فتوى مستمدة من التوراة تحظر على الحكومة الإسرائيلية تسليم بعض البلدات القريبة من محيط مدينة القدس المحتلة إلى الفلسطينيين عادين هذا الأمر تهديداً جدياً ، وخطراً حقيقياً على سكان الأحياء اليهودية المجاورة للقدس .
وقد تزامنت هذه الفتوى مع أوامر ( باراك ) للشاباك والشرطة الإسرائيلية باتخاذ خطوات صارمة ضد الأوساط الإسلامية ، وتعزيز الرقابة الإحتلالية للمسجد الأقصى.
وما زلنا نطارد سلام بقيعة !؟؟
آخر الكلام ..
قال تعالى ( ولتجدن أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود والذين أشركوا )
المائدة : (82)
ويقول المتنبي :
لقد أباحك غشاً في مُعاملة
من كنت منه بغير الصدق تنتفع