ويشرق الأمل في سماء الإحباط
د. سارة بنت عبدالمحسن
زوار : 1336  -   7/2/2007
 
 

 كثيرة هي الإنتقادات التي توجه للمرأة المسلمة .. وتتهمها في وعيها ، وثقافتها ، ودينها ، وحسها الإسلامي ، وتفاعلها مع الأحداث.. حتى كاد العالم الإسلامي يصدق ذلك..
 لكن فتاة الإسلام أصرت أن تقوض تلك المزاعم كلها ، وتثبت بأنها يمكن أن تتفوق على غيرها ، وتحمل زمام المبادرة في تغيير الواقع .. حدث ذلك في الملتقى العالمي الأول للفتيات المسلمات الذي نظمته أندية الفتيات بالشارقـة تحت شعار: ( في ظل عولمة الثقافة والعلم ) في الفترة من 10ـ 14 محرم 1421هـ /  15 ـ 19 إبريل 2000م  والذي شاركت فيه (40) فتاة تتراوح أعمارهن بين 16 ـ 20 سنة  مثلن قارات العالم الخمس بمختلف دولها . وتباين شعوبها، وتعدد ثقافاتها ، واختلاف أصولها .. فتيات مسلمات جئن يحمل هم الإسلام في قلوبهن . وهم شعوبهن على أكتافهن ، ورغبة حقيقية صادقة في تغيير الواقع . ورسم خريطة الأحداث من جديد .
 تحدثن عن العولمة ـ التي هي موضوع الملتقى ـ وعمليات الاختراق الثقافية ، برؤى واضحة واستيعاب تام لمخططات عملية التبديل الثقافي وطمس معالم الهوية الإسلامية. ناقشن الطروحات ، وحللن الأفكار ، واقترحن الحلول، وقدمن التوصيات .. لقد اجتمعن على قلب واحد ، وهدف واحد ، كما جمعتهن أرض واحدة في شارقة العلم ، والإيمان والثقافة  تحت مظلة ( لا إله إلا الله ) و ( العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ) . 
 لقاء إسلامي رائع ذابت فيه الفروق اللغوية ، والجنسية ، والتعصبات القبلية، والإنتماءات الجماعية والحزبية التي يعاني منها عالم القادة ، والمثقفين ، والمفكرين ، والدعاة. وتلاشت فيه التضاريس الجغرافية ، والحدود السياسية التي باعدت بين المسلمين وفصلت بينهم . 
لا أبالغ إن قلت بأن هذا التجمع الإسلامي الفتي  كان أكبر تحد للعولمة بفضائه           الإسلامي العميق ،  وبطروحاته الناضجة ، وبحوثه العميقة ، والاستعلاء الإيماني الرفيع الذي يأبى إلا أن تنهزم العولمة بطروحاتها المختلفة ، وتحدياتها الكبيرة بقوة من ورائها ذليلة صاغرة تحت أقدام فتيات قبلن التحدي ، وأعلن المواجهة ، وتمسكن بالهوية الإسلامية ، رغم الصعاب كلها ، والتحديات كلها، والضغوط كلها . وأصررن على النجاح وتحقيق المعادلـة
الصعبة ، معادلة أصالة التفعيل الإسلامي لدورهن الحضاري في زمن انهزم فيه الكبار ، وسقط فيه الرجال ، وتهاوت فيه الطروحات الفلسفية ، ونظريات المنظرين .

وقفة تأمل ..
 لقد أبت وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلا أن تؤكد تبعيتها الذليلة الفاضحة للهيمنة العالمية ، عندما أصرت على تجاهل هذا الملتقى الإسلامي الرائع ، والتعتيم عليه إعلامياً ، في حين كانت وما زالت تفتح أبوابها على مصاريعها لتأصيل الإختراقات الثقافية ، وتمزيق وحدة الأمة ،  ومحو الهوية الإسلامية تحت ركام الزيف والعبث والإفساد الأخلاقي الذي تبثه وتنشره ليل ونهار . 
     وتبقى قناة الشارقة الفضائية إضاءة مميزة في سواد فساد إعلامي عام .


آخر الكلام ..
 تحية تقدير وشكر واعتزاز لراعية هذا الملتقى وصاحبة فكرته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة رئيسة إدارة     أندية الفتيات ، ولأندية الفتيات إدارة وتنظيما، ولقناة الشارقة الفضائية . 

 

 

 

الإسم  
الدولة  
البريد الإلكتروني   
تقييم الموضوع  
التعليق  
رمز التفعيل


 
 
 

د. مسفر بن علي القحطاني