الحوار وسيلة للتفاهم بين الناس ، وطريق للتواصل ، وحل المشكلات ، وتبادل الأفكار والآراء والخبرات ، وقد ارتبط الحوار عبر الزمن باللغة الكلامية ، ولكن صور الحوار وطرائقه قد اتخذت في العصر الراهن مفهومات جديدة ، اختلفت بين الشرق والغرب اختلافاً جذرياً في : الصيغة ، والأسلوب ، والمدلول ، والنتيجة ، وهذا الاختلاف ظهرت أثاره الواضحة على واقع كل منهما .
ففي الغرب..
الحوار أساس التفاهم ، والتفاهم طريق الاجتماع ، والوحدة، والتقدم ، بهذا المفهوم تعقد الاجتماعات ، وتقام المؤتمرات ، وتتواصل الندوات ، وتمتد المناقشات الهادئة ، والمقترحات المدروسة ، والخطط المستقبلية للوصول إلى بناء قاعدة متينة من التفاعل الإيجابي ، والتعاون البناء ، والتلاقي المثمر، لرسم مستقبل غربي يوحد المصالح ، ويحقق التضامن ، ويتخطى التضاريس الحدودية ، والاختلافات العرقية. تحالف عسكري ، تضامن تجاري ، تبادل معرفي ، تعاون علمي ، و سيطرة على العالم بقوة العلم ، وقوة المال ، وقوة السلاح ، وقوة الوحدة والتضامن .
وفي الشرق ..
الحوارات الكلامية لم تعد تعني سوى مزيد من الاختلاف ، مزيد من الشقاق ، مزيد من التفرق ، والغرق في بحور الحقد والكراهية ، والتجريح ، والاتهام بالخيانة، والتكفير، والطعن في الدين ؛ سباب وشتائم ، خيانة وغدر ،انهزامية وقسوة، ورغبة في القضاء على الآخر ، ولكن من هو هذا الآخر ؟؟ إنه الأخ في الدين ، الأخ في الدم ، الأخ في الأصل ، الأخ في الأرض !!؟
صراع على القيادة ، نزاع على السيادة ، وركض مجنون خلف سراب مجد كاذب . وشعوب لاحول لها ولا قوة تدفع الثمن الباهظ من أبنائها ، من مقدراتها ، من استقرارها ، من أمنها و سلامها مع نفسها ومع العالم حولها، والأقسى من ذلك كله أن يصبح دينها وعقيدتها هو الثمن الجديد لتجارة الرابح فيها هو الأكثر خسارة .
ثم .. ماذا بعد ؟؟
غرب يمضي بخطى واثقة ثابتة نحو مستقبل أرحب فضاء ، وأكثر تقدماً ، وأشد رخاء .
وشرق يهوي في مزالق الفرقة والدمار ، وتراكم الأحقاد ،والآلام ،وإراقة دماء الأبرياء ، وبعد حقيقي عن تعاليم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام .
آخر الكلام ..
ما أمر أن تتحول لغة الحوار بين المسلمين أنفسهم إلى مفردات السلاح ، والدمار، والقتل غير المبرر؛ فيكونوا أشداء فيما بينهم ، ضعفاء مع أعدائهم.