عشرات الآلاف من الصحائف التي تحوي مئات البنود من القوانين ، والنظم ، وما يتفرع عنها من فقرات ، لم تدع صغيرة ولا كبيرة من الشؤون الدولية ، والقضايا الإنسانية ، والمسائل الشخصية إلا وتناولتها ، وأسهبت في شرحها ، وتقنينها ، شرعت فيها وحولها الكثير الكثير من : الواجبات ، والحقوق ، والممنوعات .
هيئات دولية ، أمم متحدة ، مجلس للأمن ، منظمات لحقوق الإنسان ، لجان ،ولجان، ولجان ، مهمتها الإنسان ، رعاية حقوق الإنسان ، وحفظ سيادة الدول ، وضبط النظام،ومعاقبة المخطئ .
صورة جميلة ورائعة لعالم يحكمه قانون حازم ،ونظام صارم ، قانون له مع الحق وقفات ، والعدالة لفتات ، والنظام متابعات ، لا يسمع فيها ، ولا يرى ، ولا ينطق أمام القوي، ولكن ويل للضعفاء من سطوته ، وللصغار من جبروت القائمين عليه ، أو لنقل للذين أعطوا أنفسهم حق القيام عليه ، وممارسة سلطانه .
وقفة في لبنان ..
حيث تصول إسرائيل وتجول بطائراتها ، ومدفعيتها ، وصواريخها ، تقصف المدنيين، وتروع الآمنين ،وتحطم المنشآت المدنية ، دون مبرر ، دون سبب ، دون التزام بحدود الاتفاقيات الدولية ، والمعاهدات الرسمية ؛ كيان تعود وعود الآخرين على فعل ما يريد ، واخذ ما يرغب ، وبالشكل الذي يريد ، وفي الوقت الذي يشاء ، لا يلتفت لأحد ، أو يعتد بأحد، لأن الكل عنده لا أحد !!؟.
ويعلو الصوت العربي يستنجد بهيئة الأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ، والاتحاد الأوروبي، والقانون الدولي ، الذي لا يعرف القانون !!؟.
والثانية في باكستان ..
ترفض إسرائيل التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية ، وتمتنع عن الحديث حول هذا الموضوع لأنه شأن داخلي لا يحق للآخرين الاطلاع عليه ، وتقصف الهند المواقع الكشميرية ، وتزحف نحو الحدود الباكستانية ، فيفرض الحظر على باكستان ، وتوقـع عليها
العقوبات ، لماذا ؟ لأنها تحاول أن تدافع عن نفسها ، وتحمي حدود دولتها ، وتعزز إمكاناتها الدفاعية تحسبا للخطر القادم من الهند ، ومن غيرها ..
قانون عجيب ، يبارك المعتدي ، ويدعم الظالم ، ويفرض الحظر على المسلمين ، وينزل عليهم العقوبات .
ويصرخ المسلمون بهيئة الأمم المتحدة ، وبمجلس الأمن ، وبالقانون الدولي ، وبأمريكا حامية الحمى .
والثالثة في العراق ..
أطفال يحصدها الجوع ، وشيوخ يغتالها المرض ، ونساء يدمرها القلق على مستقبل يكتنفه الغموض ، ومقدرات يحاصرها الدمار .
وطائرات القانون تقصف بقنابل حفظ الأمن ، المنشآت ، وتبيد بذور الأمل بغد تشرق عليه شمس الحياة في أعماق شعب نسي طعم الحياة ، ودمرته الحروب ، وحطمه الحصار .
العراق .. وقضية تثار كلما احتاج القوي إلى خبر يلفت به أنظار العالم عن فضائحه، أو أراد لعبة يملأ بها فراغه ، ويسلي بأحداثها شعبه المتحضر المترف .!!؟
والرابعة .. والخامسة .. والسادسة...
كلها تضاريسها عربية إسلامية ؟؟!!
آخر الكلام ..
قانون عجيب لا يعلو صوته ، ولا يظهر جبروته ، وتشتد صرامته ، إلا فوق أراضي العرب ، وبلاد المسلمين !.
ولكن أين هم العرب ؟ وأين هم المسلمون ؟؟.
وإني لأفتح عيني حين أفتحها
على كثير ولكن لا أرى أحداً