ويعلو صوت الحوار عندما تتبادل القذيفة والجرافة أطراف الحديث على أرض فلسطين المحتلة ، بما يحويه هذا الحوار من مفردات القتل والتدمير والتهجير ، للإنسان ، والممتلكات ، والأشجار ، ولكل ما هو حي أو إنساني ، إنه الحوار الذي يتقنه اليهود ويمارسونه يومياً لتحقيق مآربهم ، وتنفيذ مخططاتهم، ولا عجب في هذا ؛ بل العجب أن يكون الأمر بخلاف ما يحدث ، لكن المثير للدهشة حقاً ، وللتساؤلات التي لا تجد إجابة لها ، هو ذلك الصمت المريب ، والإصغاء الهادئ ، والتأمل غير المبالي ، لما يجري كله من قبل العرب والمسلمين.
تراهم ، لا يفهمون مفردات الحوار ؟ أم لا يدركون أبعاد المأساة ؟ ظانين أن ما تعرضه نشرات الأخبـار لا يعدو أن يكون أحد الأفلام الأمريكية التي تصنع العنف وتصدره.. ؟
أم أنهم أدمنوا مثل هذه الحوارات الدامية فلم تعد تثير فيهم الرغبة في الإصغاء أو الاهتمام به؟
كيف يمكن قبول هذا الصمت المخزي أمام وحشية جرائم الصهاينة، ومباركة الولايات المتحدة ؟
أم تراه التأريخ يعيد نفسه ، لتلحق فلسطين بالأندلس ، ويفتح الطريق من جديد أمام سقوط الدول العربية والإسلامية واحدة تلو الأخرى لتتوسع دائرة حدود مملكة يهود الكبرى ، وتتغير معالم خريطة الدول العربية والإسلامية مرة أخرى ، وفق معطيات منطق القوة ومتطلبات العدالة بمفهومها الجديد .
إغضاءة خجل ..
ترى ماذا سيقول عنا التأريخ ؟
وبما سنعتذر لإسلامنا ؟
وكيف سنقف بين يدي ربنا الذي حملنا الأمانة واستخلفنا على الأرض ، واستشهدنا على الأمم.
آخر الكلام ..
كلما علا صوت الحوار بين القذيفة والجرافة ، إزدادت قناعة الوعي العربي والإسلامي بالحكمة القديمة ( لا أسمع ، لا أرى ، لا أتحدث ) .