|
|
فقه المشتركات البشرية
د. مسفر بن علي القحطاني
|
زوار :
1260 -
23/09/2009
|
|
|
كانت محاضرة هادئة في طرحها كونها تناقش قضايا الفكر واشكالياته المعاصرة ، ولكن دور الأسئلة عادت ما يأتي بعواصف تكونت من سنين في عقول وقلوب ابناء الغرب ، فبعد انتهائي من محاضرتي في المركز العربي اليوناني للثقافة والحضارة في أثينا، جاء دور الأسئلة الحائرة ، وعرض المشكلات المتراكمة من عقود ، وقضية غياب المرجعية ، وضياع الهوية ، وغيرها من موضوعات شائكة سمعتها من ألسنة العمال والطلاب والدعاة على حد سواء .
لا اظن أن تلك المسائل باتت حكرا على أبناء الجالية في الغرب بل هي من ضمن القضايا الملحة التي تتناولها الدراسات والبحوث في عدد من دول العالم حتى التي في عمق البلاد العربية مثل دبي والرباط وبيروت وغيرها ، فالسؤال حول العمل في محلات تقدم بعض المحرمات ، أو زواج المسلمة من كتابي أو التعامل مع غير المسلمين أصبحت أسئلة عولمية بحسب قوة وأدوات الاختراق العولمي لتلك المجتمعات .
هذه الفكرة تأملتها من خلال زاوية فقهية تقتضي إعادة إعمال الفقه المقاصدي ومعالجة النوازل من خلال بُعدها الاجتماعي وتقدير مآلات المسألة من خلال تاثيراتها الاقتصادية , والتعامل مع المستجدات بحسب تقديراتها السياسية ، كل تلك الأدوات باتت ضرورة في تقدير العلاج والمخرج الفقهي لأي مسألة ونازلة تعولمت في كل المجتمعات الأرضية .
ومع كل الحيرة التي أراها في وجوه المقيمين في الغرب فإنها لا تنفك في صورتها ايضا عن زوارهم و الوافدين إليهم ، لهذا كانت الحاجة ماسة لرسم منهجية شرعية علمية تضبط العمل بالضرورة ولا تتوسع في تقديرها لأن صناعة الواقع يمكن التحكم في ظروفها بشكل من الأشكال . كما لا تقل أهمية ً من حيث العمل بها حاليا ودون تاخير ؛ سرعة العمل على صياغة رؤية حضارية تنافس الثقافات المعاصرة وتعمل على أساس قانون التعارف الحضاري المبني على التعريف الذاتي بما نملك من مقدرات ومكتسبات عقدية وفقهية وفكرية رائدة وخلاصية ، وتقوم ايضا على قانون التعرّف الحامل على التفتيش والتنقيب لما لدى الغير من معارف وحقائق هي مشترك حضاري وإنساني المسلم اليوم هو اولى به من غيره كونه يحمل على عاتقه أمانة الشهود الحضاري على الأمم .
|
|
|
|
|
|
|