|
|
الطيف التنويري .. والمراوحة في مأزق ما بعد الصحوة
|
زوار :
1399 -
8/2/2007
|
|
|
شهدت الساحة السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة حراكا فكريا وثقافيا واجتماعيا أخذ حظه في التوسع والامتداد الأفقي والعمودي ليشمل كافة التيارات على الساحة بكل شرائحها الاجتماعية والفكرية بفعل ثورة الجياع نحو الإعلام الفضائي والمعلومات الإلكترونية المتدفقة والاتصالات اللامحدودة , فنهم الجموع منها بغير وعي صحي للوصول إلى حالة الشبع المفرط لتناسي السنوات العجاف من القحط الفكري والاحتكار المعرفي والوصاية على السوق الفضائي . ومازالت سكرة النهم مسيطرة على الكثير من أفراد المجتمع واعتقد أن صحوةً للعقل والإدراك سوف تفجأنا بآثار وخيمة لهذا الانكسار الشبق لأبواب الثوابت الدينية والمباديء الخلقية والاجتماعية.. والفكر الصحوي في مسيرته الماضية لم يكن بمنأى عن هذا التأثر بل عصفت به الرياح وألقته عولمة الانفتاح متكشفاً أمام ساحات النقد و محاكم الاتهام فبدأ يلتفت إلى نفسه ويصحح مساره وفق التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع في السنوات الأخيرة و الأزمات الحضارية التي لم يلق لها بالا .. فلم يعد نقد الصحوة يأتيها من اللادينيين أو العلمانيين -كما كان يطلق في السابق - بل أمتهن نقدها الصديق المحب قبل العدو المتربص , وهذا النقد لو احسن استغلاله فسيوفر لها رصيد هائل من المخارج والحلول .. فالصحوة الإسلامية قبل أزمتها الراهنة كانت بحاجة إلى صحوة تقويمية لأن الجموع الكثيرة والمشاريع الكبيرة لم تعط الوقت الكافي للمحاسبة والمراجعة والتصحيح لأن شهود اللحظه الحاضرة لجموع المستمعين وهتافات المتحمسين أنست الماضي المحمل بأخطائه وأغفلت المستقبل المثقل بمفاجأته.. .. فالنضج والخبرة و الأزمات الواقعة و التحديات المختلفة والتعامل مع الجماهير و السلطات المختلفة كلها محكّات حقيقية وامتحانات صعبة لكل فكر إصلاحي .. وبإعمال بسيط للفكر والذاكرة نجد في التاريخ القديم والحديث نماذج عديدة قد فشلت أو نجحت في هذه التحديات .. فالتاريخ في كثير من مجرياته يعيد نفسه لأن مساره محكوم ضمن تلك النواميس الكونية للأنفس والمجتمعات ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|