للأمل في حياتنا مساحة شاسعة نحيط بها أسوار أيامنا ، ونلجأ إليها حين تضيق النفس بضغوط الواقع ، وإحباطات الأيام ، لنستمد من عبق أحلامها ومضات تفاؤل تعيننا على استكمال رحلة المسير .
نعيش الحلم أملاً نجتهد في الوصول إليه ، وإن كنا على يقين ـ فـي كثير من الأحيان ـ باستحالة الوصول . لكنه الأمل يزرع في النفس بذور الانتظار لإطلالة حلم يمضي العمر ولا يجيء .
ولي أمل قطعت به الليالي
أراني قد فنيت به وداما
ومع إدراكنا بأن تحقق الكثير من آمالنا وأحلامنا هو المستحيل بعينه إلا أننا نرتمي في أحضانها هرباً من جفاف واقعنا ، أو من انكسار أنفسنا ، متلذذين بمرارة الانتظار وقسوته.
إنه الأمل ، الذي يستدرجنا بعذوبة عالمه وجماله ، فنمضي على دربه بخطى مثقلة بمرارة الحقيقة يحدونا الأمل بالوصول يوماً ما وإن لم نصل .
إنه الأمل ، يمدنا بطاقة عجيبة من القوة والعزيمة تدفعنا للمضي قدماً نحو مستقبل أيامنا تملؤنا الثقة بأن الله قريب مجيب لا يخيب من رجاه .
وكلما اغتالت الأيام حلماً واقتلعت جذوره من أرض عمرنا غرس الأمل في دواخلنا بذور حلم جديد ، نبدأ معه رحلة انتظار جديدة تسرق من العمر أغلى سنينه .
ولم أر شيئاً مثل دائرة المنى
توسعها الآمال والعمر ضيق
ومع هذا فالأمل نعمة كبرى منَّ الله بها علينا تحمي النفس من أن تقع في شباك اليأس فتهلك. فاليأس من توابع الكفر ( انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ( يوسف : 87)
أو تستسلم للقنوط فتضل ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) ( الحجر : 56).
وما دام في الحلم متسع لأمل وفي الأمل متسع لحلم فخطانا في الحياة لن تتوقف بإذن الله .
آخر الكلام ..
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل